دراسة الاشباح والعفاريت
هل قابلت شبحا في يوم ما.. هل تخيلت كيف يبدو وشكله? هل توقعت أنك أثناء سيرك سيكون هناك قتيل ويتبعك ريحه المخيف أينما ذهبت وحدك في الليل الدامس فتجد خلفك من يرعبك لهاثه الخلفي فيما تتقدمك أبشع خلقة في الوجود, وقد أطلقت صوتا بغيضا والشرر يتطاير من كل مكان حولك فيما تحيطك حدقتا عين الشبح اللتان هما جمرتا نار متقدة?»اغلق الباب أو افتحه« فلن تهرب..
-------------------------
هل جربت يوما أن تسكن في بيت مسكون بالأشباح التي ربما تكون حكايتها تعود لقصة »قتل« قديمة ورأيت بنفسك شياطين الأرض تصارعك خلف باب مغلق, أو تقرع بابك, وتدعوك لمشاركتها القصة بالكامل تمهيدا للانتقام من قاتلها, هل تعثرت خطواتك وتعالت شهقاتك وتصلبت أقدامك أمام نظرات أحد المردة الغاضبة, ورددت بصوت داخلي كبله الخوف بالصمت.. لا .. إنه مجرد وهم بصري?!
------------------------
في النهاية هل تعرف أهم الحقائق بين الوهم والحقيقة وبين الخرافة والواقع, وبين كيفية تصرفك حينما يحكي لك أحدهم أنه قابل شبحا, وبين أن ترصد لك الأشباح فخاخا في بيتك..?!
------------------------
الإيمان بالأشباح..!!
الأشباح والعفاريت والشياطين.. إنها أشياء لا يمكننا ببساطة حتى وإن أردنا أن ننفي وجودها أو نلغيها مطلقا لأنها من وجهة نظرنا خرافات.. ذلك لأن هذه الخرافات ببساطة تناقلتها شعوبنا العربية وخلفتها كتراث تنهل منه الأجيال القادمة, وبفرض خلوها من الصحة فإن هذا لا يمنع وجود إنعكاسات واقعية لظهورها في أذهان أغلب الناس, والعجيب أن الهوس بوجود الأشباح والوقائع التي رصد تواجدها الفعلي صار يهم قطاعا عريضا من قطاعات المجتمعات الغربية لدرجة أن سيطرت قضية رؤية الأشباح والأرواح الهائمة على عقول الكثيرين وعلى إثر الإقتناع الغربي الرهيب بوجود »العفاريت« وسكنها داخل البيوت وهيامها على وجهها في الشوارع والطرقات لتصيب عابري السبيل بالفزع والرعب لحد الموت, رصدت آخر البحوث التي أجريت في المملكة المتحدة أن البريطانيين يؤمنون بالأشباح أكثر من إيمانهم بوجود خالق للكون.فما سر التحول الرهيب من رفض فكرة تقبل الخرافات في خطة سير الحياة الغربية العملية إلى هذا الإيمان المطلق بوجودها وتأثيراتها المخيفة على حياة الغربيين.
وإذا سلمنا بأن قضية البيوت المسكونة بالأشباح أو البيوت المهجورة والطرقات الواسعة التي تهيم فيها الأشباح والأرواح الشريرة في البلدان الغربية بمثابة "خروجا عن النص في ظل ثقافة عملية جدا تخضع فيها حتى المعتقدات المتوارثة للبحث العلمي الدقيق, بحيث يصبح تصديق شيوع مثل هذه الأمور ضربا من ضروب المستحيل, فكيف يحدث هذا التغير الجذري لدرجة أن تصبح عقول المجتمعات المتعلمة والتي تعتبر أن الجهل من أخطر أمراض العصر شديدة الإيمان بوجود الأشباح غير الملموسة وانتشارها في الهواء, مع أنه لا يمكن رصدها والإمساك بها لتحليلها علميا لدرجة أن تؤكد أحدث الدراسات الغربية أن واحدا من بين كل عشرة أشخاص قد رأى شبحا مرة على الأقل في حياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق